شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يواصل حربه على التعليم الأهلي  في القدس من بوابة مدارس الإيمان فما العمل؟

lGd6M
زياد ابحيص

 

في التاسعة والنصف من صباح اليوم اقتحمت طواقم من قسم المعارف في بلدية الاحتلال اليوم مدارس الإيمان الأساسية للتفتيش عن المنهاج الفلسطيني في حقائب الطلبة؛ وهو المنهاج الذي كان مجلس أولياء الأمور قد وزعه على الطلاب في 26-9 الماضي رداً على قرار بلدية الاحتلال بإغلاق مدارس الإيمان بفروعها وكذلك المدرسة الإبراهيمية إذا لم تلتزم بتدريس المنهاج الخاضع للرقابة والمطبوع تحت إشراف المعارف الصهيونية.

١- هذا التصعيد في العدوان يؤكد أن معركة استقلالية التعليم الأهلي في القدس قد باتت معركة وجود لا بد فيها من التمسك بالثوابت والعودة للمبادئ الأصيلة، والاستعانة بأولياء الأمور والطلاب والمجتمع المقدسي والفلسطيني من خلفهم، فهذا العمق هو الوحيد القادر على خوض هذه المعركة.

٢- الاحتلال يستهدف مدارس الإيمان لهويتها الأيديولوجية الإسلامية ولاستقطابها لقطاع مهم من أبناء النخبة في القدس، لتكون عنواناً لحسمه معركة تبعية التعليم الأهلي له.

٣- ينظر الاحتلال للابتزاز الحالي باعتباره "معركة رابحة" من كل الوجوه: فهو إما سينتهي لموافقة إدارة مدارس الإيمان على شروطه تماماً؛ أو أنه سيؤدي لرقابة ذاتية وخفض تلقائي للسقوف القيمية تحت سيف تحدي البقاء؛ ولذلك فإن هذه المعركة يمكن أن تُكسب فقط بالانتقال للضفة الأخرى وخوض معركة التحرر من القيود التي تسمح لمعارف الاحتلال بهذا الابتزاز؛ وليس بتمرير الوقت والانحناء للعواصف.

٤- هذا يعني في الخلاصة أننا بحاجة لتحرك مزدوج: أولاً التضامن مع مدارس الإيمان والمدارس الإبراهيمية بحراك شعبي يقف في وجه بلطجة معارف الاحتلال وسلوكها المخابراتي؛ وفي الوقت عينه أن تخرج إدارة مدارس الإيمان والإبراهيمية من خياراتها الفهلوية السابقة التي أوصلتنا لهذه النتيجة؛ وأن تتوقف عن تلقي "الدعم" المشروط والمذل من بلدية الاحتلال؛ وأن تضع خطة مالية وإدارية واضحة للخروج من اعتمادها على هذا الدعم حتى لا تبقى تحت سيف معارف الاحتلال في كل لحظة.

من دون تحرك مزدوج؛ يدعم من جهة ويصحح المسار الخاطئ من جهة أخرى فكل الاحتجاجات ستتحول إلى مجرد إبطاء وتمرير للوقت؛ وستسقط مدارس الإيمان والإبراهيمية في النهاية في براثن الاحتلال ما دامت مدمنة على جرعات التمويل المشروط الذي كان تعاطيه من البداية خطيئة -وهي المدارس التي قامت على القيم الإسلامية والوطنية؛ لا بد من تصحيحها قبل أن يفوت الأوان.